بقاء
تقدّم بشجاعة في خِضَم المعركة وأصوات إنفجارات متلاحقة تعمُّ المكان ، ودخانٌ كثيف لا يتببن منه مخرج ،قُذفَ بعيداً ينزف بشدّة ،
بدا صوت الحياة يتلاشى وكأنه يحتضر ، ينتظر الموت الذي طالما حاربه ،
نظرَ إلى السماء المكفهرّة حُزناً من هذا الدّمار كأنّها تُخبرهُ أنَّ أحقادَهم خَنقت جمالَ الحياة .
وقفت بينهم وبين مناجاةِ السّماء .
أغمضَ عينيهُ يشعر بالشّفقة حتى على أعدائِهِ ، تمنى أن يخبرهم أنَّ السّعادة في المحبة وأن الموتَ قريب . أرادَ أن يخبرهم أنه دافع بشرف عن الوطن ولكنه لم يتمنَّ إراقة الدماء ،
كانت عيونهم تلمعُ شرراً وصوتٌ أجش يهدده أن يعترف أو أنّهُ سيتمنى الموت ، ابتسامتَهُ المنتصرة أكدت عَجزهم .
أسحار الزير / سورية