رقصة الحبَّ….
في غَبشَةُ المساءِ الشاتية كان موعدنا الثاني، لتدعوني بنظرتها الهائمة إلى رقصة الحب الحامية، وعلى إيقاع الفالس الحالم يرتعدُ صدر القفطان فأطوِّقه بذراعيّ فيسري بي العشق إلى عمق ذرّاتي….
وفي أحضانِها تمتد يدي المرتعشة إلى خصلات شعرها الناعمة فأغمض عينيّ ليحملني الفتون إلى أسارير البوح في تلك العيون إلى ربيعٍ مخملي باذخ الترف وإحمرار خدٍ فاضح اللهف، فأنتشي برذاذ انفاسها فتصهل جياد اللذة في وجه آلامي، وعلى ضفاف جُرحِ قلبي تعلو زفراتي وآهاتي…
وفي ومضة الحبَّ وإشراقِه يصير النجم حلية لمعصميها والبدر قلادة بين نهديها وفي ذمة الليل وجِوارهِ تخفيت برداءها وغطتني بجدائل فرعاء من جيدها وقبل أن تناوشني بعينيها همستُ لها أُريدها؟ قالت هاكها ولكن حذارِ من لهيب قبلاتي، لفحتني بها واندست بين قطرات الندى -كالفراشات ذُبن من حرقةٍ في يوم التلاقي- …..
تثائب الفجر وتسلل الضوء من بين ستائر أيامي، أصوات إيقاع الفالس تلاشت متباعدة عن مسامعي، تأبطت قلبي برجفاته المتلاحقه، التقت أنفاسي، التفت حولي، أسندت رأسي بكفي، ناديتها حبيبتي؟ يرد الصّدى بعضً من نداءتي وحنين وجدٍ لحبيبٍ غاب عن مسّراتي….
يوسف سرقيوة….