أن تكون إنساناً
فلتقطع أجنحتك الملائكة يا صديقي ،فلتهبط إلى الأرض ولتكن إنسانا، إنسانا يتشبه بالملاك لا أكثر..
فلتوقف التضحيات، فلينته فعل الخير، إذا كان سيصل بك الأمر لأن تكون الضحية، يجب أن تعود إنسانا يا صديقي، إنسانا كما خرجت لهذه الدنيا..
يجب أن تكون إنسانا، لقد فطرت على فعل الخطأ، فلتخطئ، لتندم ولعلهم يفهمون لاحقا انك انسان مثلهم، يا صديقي، لا تجعل من نفسك مخلصا للجميع وتستهلكها مرة واحدة، هناك وقت كثير لتعوض ما فاتك، والمحتاجون لتضحيتك بين كل زقاق وعلى رصيف كل شارع..
تشبه بالملاك ،ولا تلزم نفسك به، وتذكر ان هناك من لا ينسى ولا يهمل من لم تقدر على عونه، هل تعلم أن هناك من يبكي جوعا، من يتجرع الألم وانت نائم على فراشك؟ لكن ماذا؟ الحياة تستمر وحان الوقت لأن تكون إنسانا أكثر، لن تستطيع مساعدة الجميع، لكنك قد تكون قدوة لهم ويكفي إن تكون إنسانا لفعل ذلك، لا يجب أن ترهق نفسك، أن الذي تفعله هو تأجيل للأحداث السيئة لا أكثر، دعها تحدث وحسب ودع للآخرين فرصة مواجهتها وحدهم، فهي لم تأت لتؤذيهم، بل لتعلمهم فنً من فنون الصمود، فإذا ما واجهتها وحدك وسقطت؟ سقطوا جميعا معك…!!
محمود خليل الشاعري