أنا فتاةٌ عشرينية
لم تكن لي حياة مثل اقرآني البقية
إذ ولدتُ في حروب تسعينية
وفُرض الحصار على أهلي وعليَّ
ولم يكن لدى أمي حليب سوى علبه ماء
ومرت السنين الردية وأصبحتُ فتية
ألعب في حقول أزهارٌ جورية
وأصحابي سمية وحورية
وذات يوم وإذ بطائراتٌ أمريكية
تقصف الحقول وتقتل الطيور وصديقتي سمية
ولم يبقى ذكرى لسمية سوى لعبةٌ وردية
أُصابحها وأُماسيها بأغنية
كي لا تبقى وحيدةٌ سمية
تباً لعجلة أجنبية دعست لعبتي الوردية
ولم يبقى ذكرى لسمية
وبقيت في زاوية من غرفتي المظلمة أنتظر المنية
اين هي أين هي
وخرجت القوات الأمريكية
وأصبحت فتاة عشرينية
أتناسى كل ماضي وما مر بيَ
وأتجول في أرجاء الكلية
ويتخبط في الهوى والكل يتغزل بيَ
وأنا عشقت شاباً من غير جنسبة
وفرحت لأن الأمور سارت مثل أحلامٌ وردية
وإذا تغلق أبواب الكلية
والكل مذعور وينادي هناك هجمة داعشية
بقيت ألتفت أين الهوى وأين محبوبي؟؟؟
وإذا به يتصل ويقول : أعذريني فقد عدتُ إلى بلادي الأصلية
ليس كرهاً بك أو مللاً إنما خشيت تلك الهجمة الجاهلية
يا عالم يا قدري يا من يسمع صوتي أنا فتاة عشرينة وما زلت أنتظر المنية أين هي أين هي ..
حنان ريسان – العراق