عندما يرحل الخيال الى حيث يرحل ..
كان جالسا قرب شجرة بجامعة بنغازي ، تلك الأيام العطرة التى كان بها على أبواب التخرج ، ساهما تارة مع مداعبة نسمة خفيفة لأوراق الشجرة ، وتارة تجاه تلك التى تعلقت بها عيناه مقبلة صوب مجلسه ، نظر اليها ولم يرى نظرتها اليه ، لعله الحياء من أسدل مرآها له ، لربما كان واهما ، فذاك العمر يتخيل كل رفرفة نبض تسرى بلا ميعاد أنها دغدغة نبض سهم غرس فى القلب ، كادت تصطدم به ، لكنها تجاوزته وأنتهى الحلم ، حلقت وقفزت وأبتعدت ثم عادت ، تخيل كأنها تريد أن تعتذر اليه لمرورها صامتة دون تحية تلقيها عليه ، اقتربت حتى التصقت عانقته بوخزة ثم رحلت كما جاءت وغابت عن النظر ، يالتك البعوضة أمتصت دمه دون سابق عدواة أو ثأر وتركت موطأ حكة وألم ، يتذكر اليوم ذاك اليوم ، ويعجب كيف خال ذاك الساهم بعوضة مقبلة لوخزه أنها ملاك من البشر ، لتؤنسه فى جلسته ساهمة معه لمداعبة النسمة لورق الشجر ..
فوزي الحواز – ليبيا